هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


نقول لك يا .•°اهلاً و سهلا وعمرا مديدا ,عمرك اليوم 0 وقد شاركت معنا مند الأربعاء ديسمبر 31, 1969 الى اليوم الأربعاء ديسمبر 31, 1969 وعد مشاركاتك 1
تهن<br/ 
الرئيسيةالبوابة*أحدث الصوردخولالتسجيل

 

 الاستنساخ بين إشكاليات التحليل والتحريم

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الرئيس
عضو نشيط
عضو نشيط
الرئيس


تاريخ التسجيل : 16/08/2009
العمر : 30
الموقع : مشرف

بطاقة الشخصية
الحقول : 2

الاستنساخ بين إشكاليات التحليل والتحريم Empty
مُساهمةموضوع: الاستنساخ بين إشكاليات التحليل والتحريم   الاستنساخ بين إشكاليات التحليل والتحريم Emptyالأحد فبراير 21, 2010 12:45 pm

تفاوتت ردات الفعل على عمليات الاستنساخ، ففي الوقت الذي جاءت ردّة فعل دول أجنبية عدّة على الإعلان على شكل إصدار قوانين تمنع هذه العمليات لأيّ غرض كان، أطلق سماحة العلامة المرجع السيِّد محمَّد حسين فضل اللّه فتوى شرعية حللت الاستنساخ، لتشكل بذلك ما يُشبه الخرق على الساحتين المحلية والعالمية، في ظلّ استمرار النقاش حول هذا الموضوع، والرفض الديني المطلق له من قبل الكنيسة الكاثوليكية وعدد كبير من المراجع الدينية الإسلامية التي أبدت رأياً فيه.
وإذا كانت هذه الفتوى لا تشكل مفاجأة للمتابع لفتاوى سماحته السابقة في مواضيع عدّة حساسة، ليس آخرها قوله بوجوب اعتماد الحسابات الفلكية لتحديد موعد حلول شهر رمضان والأعياد الإسلامية بدل الاكتفاء بالبحث عن رؤية الهلال، جاء إعلانه عدم حرمة الاستنساخ ليضيف بُعداً جديداً إلى الموضوع، على الأقّل على مستوى العالمين العربي والإسلامي، ويُعيد طرح القضية للنقاش، ولا سيّما أنَّ المعترضين على الاستنساخ ينطلقون من قيم دينية هي في صميم العقيدة الإسلامية... وقد حدّد سماحته بدقة مواطن التحليل والتحريـم لهذه العملية شارحاً رؤيته في هذا الموضوع منطلقاً من اجتهاده الديني، ومناقشاً جوانب عدّة من التأثيرات المحتملة لهذه العملية على المجتمعات البشرية والأحكام الشرعية، من نسَب ووراثة وتكليف شرعي للأشخاص المستنسَخين، وما اعتبره أفكاراً أقرب إلى الخيال. وهو وإن بدا مختلفاً في رأيه عن غيره من الفقهاء، إلاَّ أنَّه رأى أنَّ هذا الرأي قابل للمناقشة والحوار[size=16).
أدلة المانعين ومناقشتها:
وعلى ضوء ما تقدم، انطلق سماحته ليناقش ما أورده الرافضون للاستنساخ:
الأمر الأول: إن في مسألة الاستنساخ امتثال للشيطان، انطلاقاً من الآية القرآنية التي تقول:{ولآمرنهم فليغيرن خلق اللّه}(النساء/ 119)، فيقول سماحته: إن أكثر الفقهاء والمفسرين يقولون إن المراد من تغيير خلق الله هو تغيير الفطرة التوحيدية التي فطر الله الإنسان عليها. وهذا ما توحي به الآية الكريمة:{فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم} (الروم/30)، وإلا فإننا حسب هذا الفهم نعطل مسيرة الحياة، ونجمد كل شيء، لأنّ مقولة تغيير خلق الله لا تتوقف عند خلق الإنسان والحيوان فقط، بل تشمل كل شي‏ء، وبالتالي فإنه وفق هذا الفهم أيضاً يجب أن لا نقطع شجرة أو ننسف جبلاً أو نجفف نهراً. لذلك يقولون إنّه لا يمكن الاستدلال بالآية على هذا، لأننا لا يمكن أن نأخذ بشموليتها في هذا المجال، لأنه ليس فيها ما يدل على اختصاصها بالإنسان والحيوان"[size=16size].
الأمر الثاني: أنه ينافي كرامة الإنسان، وأنه نوع من أنواع العبث به olor=#993300]،[/size] وردّ سماحته على ذلك بقوله" نحن لا نعتبر أن الاستنساخ يمثّل إساءة لكرامة الإنسان، بقطع النظر عن النتائج السلبية الواقعية الحركية التي يمكن الإشارة إليها، لأني أسأل: أي فرق بين أن تنتج الإنسان من خلال نطفة تلقح بويضة أو من خلال خلية تزرعها في البويضة بعد أن تفرغها مما في داخلها؟! إنها تتحرك في خط الآلية التي لا تبتعد عن آلية حركة الجسد لإنتاج الكائن الحي وإن اختلفت في الشكل أو في الموقع[size=16size].
الأمر الثالث: أن الدين سواء الإسلامي، أو المسيحي، يقرر أن الله هو الخالق، والاستنساخ قد يخيل فيه للإنسان أنه يتخذ لنفسه صفة الخالق، فالله خلق الإنسان من أب وأم، والمستنسِخ يخلق الإنسان من أم وأب أو من أم فقط، فالإنسان أصبح خالقاً.
ولكن سماحته، يقول: حين نناقش المسألة دينياً، فإننا نتساءل: ما معنى الخلق؟ إنه ليس إنتاج شكل يخالف الشكل المألوف أو يشابهه، وإنما الخلق أن تنتج قانوناً جديداً لم ينتجه الله، وإننا وفي كل قراءاتنا ومتابعاتنا في كل الاكتشافات والإنتاج العلمي، وبقدر ما نملك من إمكانيات وإحصاءات وبما هو متوفر نرى أن عملية الاستنساخ هي سببٌ من الأسباب التي ألهم اللّه الإنسان أن يقوم بها، وليست تدخلاً في مشيئته، فاللّه أعطى الإنسان القدرة على أن يتصرّف في الموجودات التي بين يديه ويطوّرها من خلال ما يلهمه اللّه سبحانه وتعالى من علمه.
لهذا، فالذين يقولون إنَّه تدخّل في مشيئة اللّه يفترضون أنَّ مشيئة اللّه تنحصر في الأسباب الطبيعية، لكنَّها تتحرّك من خلال الأسباب الطبيعية والأسباب التي يكتشفها الإنسان بعد ذلك من خلال القوانين التي أودعها اللّه في الكون"[size=16size].
فهل المستنسِخون يخلقون؟! وما الذي اكتشف على أيديهم؟
لقد قالوا إن الإنسان يخلق من خلية، وهي تتوزع بين الزوجين: فالنطفة من الرجل وهي تشتمل على 23 من الكروموزومات والبويضة كذلك، كما تحدّث عنه أهل الاختصاص، وعندما تلقح البويضة بالنطفة، يصبح عدد الكروموزومات 46، وهو الرقم الذي يمكن أن ينتج إنساناً، وهنا عندما نأتي للاستنساخ، نجد أن ما جاء به المستنسخون هو أنهم أخذوا خلية ناضجة تشتمل على الرقم 46، وفرّغوا البويضة ووضعوا فيها الخلية، وعليه، فالمسألة لم تبتعد عما هو مألوف من القانون، وإن اختلف الشكل هنا وهناك. لقد استهدى الإنسان قانون الخلق ولم يخلق، فالاستنساخ إذاً لا يصدم العقيدة الدينية، ولكنه قد يصدم المألوف في ما تعارف عليه الناس[size=16size].
وأنا أرى أنَّ الذين يُمارسون الاستنساخ، اعتمدوا هذا القانون، وحاولوا أن يأخذوا خلية حيّة فاعلة كاملة، وأن يفرّغوا البويضة من محتواها من الكروموزومات، ليضعوا فيها محتوى هذه الخلية، فتعطي النتيجة نفسها التي تحصل خلال لقاء البويضة بالحيوان المنوي.
فالقانون إذاً ثابت، لكن الإنسان تحرّك من خلال التفاصيل. وبالتالي فلم يتحوّل الإنسان إلى خالق بل إلى منتج في الشكل على أساس القانون الذي وضعه الخالق
[size=16size]
على ضوء هذا، فإنَّنا لا نرى أنَّ هذه القضية عملية خلق لتكون منافية للعقيدة الدينية، لأنَّ الخلق ينطلق من إبداع لقانون جديد، ومسألة الاستنساخ ليست إبداعاً لقانون، إذ لا خصوصية للنطفة والبويضة في عملية الولادة، بل إنَّ خصوصيتهما لجهة تكامل الخلية بالتقائهما. وانطلاقاً من ذلك، فإنَّ كلّ خلية فاعلة حيّة تختزن ما تختزنه البويضة والنطفة معاً، يمكن أن تكون أساساً لولادة الكائن الحي[size=16size].
والأمر الرابع: أن يقول قائل: إن المستنسخ إنسان من أم بلا أب، أو إن أمكن قد يكون من أب بلا أم، وإن سألتهم ما المانع من ذلك؟ فإنهم يحدثونك عن تخريب الأسرة؟ ويجيب سماحته على هذا الإشكال بقوله: الأسرة واقع درج عليه الإنسان، ولكن لماذا نمنع أن يكون هناك إنتاج ولد خارج دائرة الأسرة؟ مما قد يقع خارج المألوف، إنه لا مانع من ذلك، شرط أن نصنع له برنامجاً جديداً، كما هو الكثير من الأشياء في حياتنا، والتي هي خارج نطاق الاستنساخ ولم تكن موجودة، وصنعنا لها قوانين وبرامج ودخلت في السياق العام للإنسان! ولماذا نستوحش من كل جديد في ما لا نملك برنامجاً له؟ ولماذا لا نصنع هذا البرنامج على قاعدة المبدأ الإلهي: {علّم الإنسان ما لم يعلم} (العلق:5)[size=16[/size].
الأمر الخامس: أن الاستنساخ يخلق بعض المشاكل والتعقيدات المتصلة بالأبوة والإرث وحركة الإنسان في الحياة. ولكن هذه أمور لا بدّ من دراستها في حركة الواقع، فإذا رأينا أن السلبيات أكثر من الإيجابيات كانت حراماً كما هو مبّين في الشرع الإسلامي، وأما إذا كانت الإيجابيات أكثر أو متساوية فلا مانع منها، ونحن نقرأ في القرآن الكريم قاعدة عامّة تتلخص في أن كل ما كان ضرره أكثر من نفعه فهو حرام، وأن كلّ ما كان نفعه أكبر من ضرره فهو حلال(...)، لذلك لا بُدَّ لنا من أن ندرس حركة هذا الإنتاج العلمي الجديد في الواقع، وهل يتحرّك في إيجابياته أو سلبياته، لنحدّد بعد ذلك من خلال المتابعة والملاحظة، الحكم الشرعي. لذلك لا نستطيع أن نُعطي الآن حكماً شرعياً حاسماً في عملية الإنتاج الفعلي"
وكما يبدو، فإن سماحته يتعاطى مع الأمور بواقعية، ويرى أنه "عندما تنجح العملية ويولد إنسان مستنسخ، فإنَّنا نعتبره إنسانا طبيعياً بحقوقه الإنسانية والشرعية. لكن المفارقة أنَّه سيكون ربَّما من أمّ فقط، تماماً كما هو عيسى (عليه السَّلام)، وإن كان قد ولد بطريقة الإعجاز"..."ويُعتبر ولداً شرعياً لأمّه. وعلى هذا الأساس يتمّ الإرث وامتداده النسبي بالنسبة لفروع الأم وأصولها"[size=16[/size].
أما ما يخص التساؤلات في أنّ الكائن المستنسخ هل يتبع لوالده أم والدته، فيرى سماحته أنه "عندما تؤخذ الخلية من الأم يتبع لأمه"[size=16[/size].
ولكن هذا الأمر قد أوجد لبساً، بحيث يصبح الولد أخ أمه، وفي هذا الصدد يقول سماحته: "نحن نعرف أن أولاد آدم تكاثروا من خلال زواج الأخ بأخته عندما كان ذلك حلالاً، ونحن نعرف أنه من الممكن أن يكون هناك ولد من دون أب، كما السيد المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) [size=16size]
والأمر السادس: إن معارضة البعض للاستنساخ تأتي من أنّ العالم كله سيكون شكلاً واحداً، وسوف تتحرّك هذه الظاهرة لخلق الكثير من السلبيات، يقول سماحته: إن المسألة لم تصل إلى هذا الحد، وعلينا أن نطمئن من هذه الجهة[size=16[/size]، لسبب بسيط، وهو أنَّ عملية الاستنساخ هي عملية مكلفة جداً على مستوى الجهد والمال المبذولين في سبيلها، بينما عملية التناسل الطبيعي لا تحتاج إلى أيّ جهد مالي، لذلك أعتقد أنَّ هذا الحدث العلمي لن يكون له امتداد في حياة النّاس، بحيث يلجأون إلى الاستنساخ ويتركون الطريقة الطبيعية، باعتبار أنَّ الواقع الطبيعي هو واقع الفطرة التي يُمارس الإنسان من خلالها احتياجاته الجنسية، كما أنَّ استنساخ ولد يتطلّب الذهاب إلى مختبر للاستنساخ وإجراء معاملات ودفع مال وما إلى ذلك، مما لا يتحمله أكثر النّاس".
الأمر السابع: إنّ الاستنساخ يُلغي الزواج، ما يعتبر مخالفاً لقوانين الله في الكون أو الفطرة، ولكن سماحته، يرى خلاف ذلك، حيث يقول : "إنَّنا نلاحظ أنَّ إنتاج ولد من دون زواج، يحصل من خلال عمليات الأنبوب التي تُنقَل فيها النطفة من شخص والبويضة من امرأة بقطع النظر عن حليته أو حرمته، لكنَّه في الواقع يحصل توالد من دون عملية جنسية.
لذلك، فهذا ليس مخالفاً لقوانين اللّه في الكون أو الفطرة، ولا يلغي الزواج، فمسألة الزواج ليست منحصرة بمسألة التناسل، بل جعل اللّه الزواج «سكناً» وتكاملاً بين الرّجل والمرأة، وأراده الخلية الاجتماعية الأولى التي تتحرّك فيها علاقة المحبة والرحمة"[size=16size].
ويتناول سماحته هذه المسألة من جانب آخر، " فالزواج أساساً أو التوالد الطبيعي، حتّى خارج نطاق الزواج، ينطلق من حاجة طبيعية، وهي الحاجة الجنسية للرّجل والمرأة معاً، ما يعني أنَّ مثل هذه الوسيلة الطبيعية «لإنتاج الإنسان»، تبقى هي الوسيلة الدائمة والعادية، والتي تعتبر أمراً شخصياً بالنسبة للرّجل والمرأة. أمّا مسألة الاستنساخ، فهي قضية لا تهمّ إلاَّ العلماء أو بعض النّاس، أو ربَّما فئات محدودة جداً منهم. ولهذا أنا لا أجد خطراً كبيراً في الاستنساخ البشري، ولو وجدت هناك أخطار، فإنَّه لن يُتاح لهذا الحدث العلمي أن يتوسّع في العالـم" لأن، "السلبيات الكبرى التي تمثِّل خطراً على المسيرة الإنسانية، لن تحدث من خلال تجارب محدودة، وإنَّما من خلال انتشار هذه التجارب وتوسّعها بالمستوى الذي يمثِّل ظاهرة إنسانية كبرى قد تؤثّر على الظاهرة الإنسانية الطبيعية، وهذا مما لا يحدث"[size=16size].
مواقف الدول:
لم يتوقف الجدال والنقاش على العلماء والفقهاء فحسب، بل طاولها إلى الدول، فانقسمت بين مؤيد له ومعارض، ففي الوقت الذي عارضته معظم الدول، حظي الاستنساخ باهتمام بالغ في مقاطعة «كيبك» الكندية، حيث يقول سماحته: "إذا كانت أكثرية بين الدول اتخذت القرار بمنع الاستنساخ البشري، فمن المتوقّع أن تزداد أيضاً الدول المانعة. ويُلاحظ أنَّ أميركا في المدّة الأخيرة أباحت مرحلة معيّنة ضمن شروط معيّنة في عملية الاستنساخ البشري. لهذا فإنّي بينما أؤكّد أنَّه لا بُدَّ من أن نمنع استخدام هذا الحدث العلمي في إنتاج السلبيات، أقول إنَّ علينا ألا ندعو بالويل والثبور وعظائم الأمور كما يُقال، عندما تحدث هناك بعض السلبيات، بل أن نحاول مواجهتها لنمنعها أو لنقلّل من أخطارها"/size].
ولذلك نرى أنّ سماحته يؤكد أهمية العلم، ودوره الحيوي في كل مجالات الحياة، داعياً إلى ضرورة تجاوز السلبيات، وذلك في قوله: " أنا لا أتصور أن السلبيات التي يمكن أن تستخدم من خلال العلم، تبيح لنا إسقاط الإمكانيات التي يمكن أن نحصل عليها من خلاله، مثلاً تم اختراع الديناميت، ومن الطبيعي أن الديناميت استطاع أن يفيد الإنسان في كثير من مشاريعه، ولكنه في الوقت نفسه استعمل في التدمير، وهكذا بالنسبة إلى الذرّة. اكتشاف الذرة استطاع أن يحقق للإنسان الكثير من حاجاته السلمية مع الجانب التدميري الذي لا يملك الإنسان حتى الآن الحرية في استعماله، وقد استعمل في حالة واحدة في اليابان، ولكنه لم يستعمل في أي مكان آخر، باعتبار أنه يمثل فزّاعة لا تتحمّل البشرية مثلها.
أريد أن أؤكد نقطة حيوية وجودية، وهي أن العالم الذي نعيش فيه، هو عالم محدود، فلا يمكن أن نحصل على إيجاب إلا ومعه سلب، والعكس صحيح. وفي ضوء هذا، إذا أردنا أن نحدق في السلبيات في أيّ ظاهرة أو أيّ إنتاج علمي، علينا أن نمتنع عن التحرك في أي موقع يختزن سلبية، في الوقت الذي يختزن الكثير من الإيجابيات. لذلك لا بدّ لنا من أن نترك العلم يحرك إيجابياته في مصلحة الإنسان، ونحاول مهما أمكننا في المنهج التربوي، أن نثقف هذا الإنسان بأن يحرك العلم في خدمة إنسانيته وتطويرها، تماماً كما هي المناهج التربوية في الجوانب الأخرى في حياته".
ويلفت سماحته من جهة أخرى، إلى أنّ العلم لا يشكّل خطراً على المفاهيم السائدة التي تؤمن بها البشرية، كما يرى البعض، بل يدعو إلى ضرورة الخروج عن المألوف ومواكبة الحركة العلمية والفكرية، وذلك كما في قوله: "لا أعتقد أن الخروج عن المألوف يمثل كارثة إنسانية، بل إن الفكر يتقدم، وعلى الفكر الآخر المألوف أن يستحضر كل أسلحته إذا صح التعبير، في سبيل مواجهة هذا الفكر الجديد، ليكتشف سلبياته، وليؤكّد إيجابياته الذاتية، أو ليكتشف خطأ ما كان يفكر فيه"[size=16.
مشروع إنتاج أجنّة بشرية
أمّا في ما يتعلق بعملية إنتاج أجنّة بشرية مستنسَخة من أجل استخدامها في العلاجات الطبية، فيقول سماحته: "لقد بدأ العلماء يتحدّثون عن إمكان استخدام الاستنساخ في مسألة العلاجات الطبية وزرع الأعضاء. ونحن نقول إنَّه عندما تتحوّل الخلية إلى جنين بالمعنى العلمي، بحيث يكون هناك مشروع إنسان يملك أعضاء إنسان ولو بشكل بدائي، فلا يجوز لنا أن نأخذ عضواً منه، لأنَّ ذلك أشبه بأن نأخذ عضواً من أي جنينٍ آخر وُلد بشكل طبيعي، وهذا الأمر لا يجوز شرعاً، كما لا يجوز لنا أن نأخذ أي عضو من الكائن الحي ولو كان في بداية حركة الحياة.
أمّا إذا فرضنا أنَّ المسألة العلمية تقتضي أن نأخذ هذه العناصر الموجودة في هذا المخلوق الذي بدأ بمشروع الجنين، لكنَّه لـم يتحوّل إلى جنين بعد، فيمكننا أن نأخذ منه ما نحتاج إليه قبل أن يودع في الرحم"olor=#993300]
[/size]
ومن جهة ثانية، يحدد سماحته الوقت الذي تلج فيه الروح جسدَ الجنين، وضرورة عدم أخذ الأعضاء من الأجنّة التي ولجتها الرّوح، حيث يقول: "هناك قول سابق في الفقه الإسلامي يتحدّث عن أنَّ الروح تلج جسد الجنين عند بلوغه الشهر الرابع، غير أنَّ هناك بعض النظريات العلمية تتحدّث عن أقل من ذلك كالقول إنَّ هذه المسألة تحصل في الأسبوع السابع"/size].
ولكن البعض يرى أنّ الوصول إلى نتيجة في الأبحاث يعني التخلص من العديد من الأجنّة قبل الوصول إلى النتيجة المرجوّة، فرد سماحته على ذلك بقوله: "نحن لا نوافق على قتل الكائن الحي عندما يكون جنيناً، أكان تـمّ بعملية استنساخ أم بعملية طبيعية، لكن لا مانع من إهدار النطفة قبل أن تتحول إلى جنين عندما تكون ما تزال خارج الرحم".
وفي سياق رؤيته المتكاملة ونظرته إلى موضوع التعديل الجيني الذي يمكن تطبيقه على الأجنّة من أجل معالجتهم من بعض الأمراض المحتمل إصابتهم بها، يجد سماحته أن لا "مشكلة شرعيّة في معالجة الجنين في تلك المرحلة من عمره، لإعطائه بعض الجينات أو ما شابه ذلك، والتي تعالج مرضاً معيناً فيه، أو تطوّر خصوصية من خصوصياته، أو تنوعها".
من إشكاليات الاستنساخ:
في خدمة المصالح الصهيونية!:
كما استبعد سماحته أن يقف اليهود وراء مسألة الاستنساخ البشري، ليسيّروا البشرية وفقاً لمصالح تخدم الصهيونية العالمية، وذلك كما في قوله: "لا أعتقد أنَّنا يمكن أن ندخل في حسابنا بشكلٍ دقيق مسألة الخلفيات الدينيّة أو السياسيّة التي تتمثّل في الذين يُمارسون عملية استخدام النظرية، لأنَّه من الممكن جداً أن يكون هذا الإنسان يهودياً، لكنَّه يفكّر بطريقة علمية، ويمكن أن يكون غير يهودي أيضاً ويفكّر بطريقة أخرى. نعرف أنَّ اليهود من خلال "بروتوكولات حكماء صهيون"، ومن خلال تاريخهم، يُحاولون أن يربكوا كثيراً من القيم في تاريخ البشرية لمصلحة اليهودية العالمية أو الصهيونية العالمية، لكنَّنا لا نستطيع أن نركّز عملية المواجهة في مثل هذا الحدث على هذا الأساس، لأنَّ الواقع الإنساني لا يتقبّل مثل ذلك... ولكن هذا لا يمنعنا من أن نكون حذرين لدراسة إمكانية وجود خلفيات سلبيةsize][size=16].
إنتاج بعض عتاة التاريخ!:
وعن التفسيرات العديدة حول «الإنسان المستنسخ»، وحيث يقول البعض إنه يأتي صورة عن الشخص المستنسخ عنه، بينما يقول البعض الآخر، إنّ هذا يشمل أيضاً تفكيره وعاداته وتصرفاته، يقول سماحته: "أتصور أن الاستنساخ هو نوع من التطوير بنسبة متقدمة جداً للقانون الوراثي. ولكن قوانين الوراثة، أو حتى العناصر المادية في الاستنساخ، ليست هي التي تصنع فكر الإنسان أو تصنع قلبه. الإنسان يتأثر بما حوله وبمن حوله، بتجاربه وبالظروف المحيطة به. لذلك فإن الاستنساخ لا يلغي التطور الإنساني الذاتي فيما يمكن أن يتحرك فيه فكر الإنسان في اتجاهات جديدة وأفكار جديدة وعواطف جديدة. وأنا لا أعتقد أننا في حاجة إلى استنساخ المستنسخ هتلر أو نيرون أو غيرهما، لأن الطريقة الطبيعية في التناسل والظروف الموضوعية تصنع لنا اليوم هتلراً جديداً، كبيراً أو صغيراً، ونيرون جديداً بطريقة أو بأخرى. لسنا في حاجة لأن نتعب أنفسنا في صنع هؤلاء، لأن واقعنا يفسح في المجال لأمثالهم"(.
سيطرة فئة من البشر:
أمّا في ما يتعلق بالخوف من أن تصبح فئة معينة من البشر، وهي الفئة الكاملة من الناحية الجينية، مسيطرة على الفئات الأقل منها، الأمر الذي يؤدي إلى فصل بين النّاس شبيه بالفصل العنصري، فيرى سماحته "أنَّ هذه الأفكار أقرب إلى الأفكار الخيالية منها إلى الواقع، لأنَّ عملية السيطرة على الآخر، لا تنحصر في العناصر الموجودة في شخصية الإنسان المسيطِر، فنحن نلاحظ مثلاً أنَّ هناك العديد من الشخصيات المتفوقة في المجتمع علماً وقوّة، ولكن الظروف الاجتماعية والسياسية والاقتصادية لا تسمح لها بالسيطرة.
إنَّ عملية السيطرة تنطلق من خلال العناصر الموجودة داخل الإنسان، والظروف الموضوعية الخارجية التي تعطيه شروط السيطرة، ولذلك فإنَّ مجرّد إنتاج إنسان وتحريك الجينات وتعديلها بشكل يصبح الإنسان «نموذجياً»، لا تفسح له في المجال لكي يسيطر على المجتمع").
وفي ظل الأفكار المتداولة من أنّ البعض يرى في الاستنساخ وسيلة لسيطرة القوى العظمى عبر إنتاج بشر مسيرين، يقول سماحته: "أنا لا أتصوّر أنَّ بإمكان القوى العظمى أو غيرها أن تتدخل حتّى في الشخص المستنسخ، لأنَّ عناصر الشخصية لا تنحصر فقط في طبيعة العناصر الوراثية الموجودة في داخل تكوين الكائن الحي، بل إنَّ هناك عوامل خارجية تترك تأثيراً عليه"(
الإسلام والاكتشافات العلمية:
وعن مدى قدرة الإسلام على مواجهة هذا التطور العلمي، يقول سماحته: "لقد استطاع الإسلام منذ أن انطلق وحتى الآن أن يصنع تطوراً علمياً، وهو الذي صنع الحضارة الإنسانية على مدى مئات السنين، وهو الذي أعطى الغرب القاعدة العلمية في اعتبار التجربة مصدراً للمعرفة، لأن الفكر اليوناني، أكان ذلك من خلال أفلاطون أم أرسطو، كان يعتبر التأمل هو الأساس في المعرفة، فجاء الإسلام ووضع التجربة إلى جانب المعرفة من خلال التأكيدات القرآنية، ومن خلال ما بنى عليه المفكرون المسلمون في هذا الاتجاه، ومن خلال حركة التجربة كمصدر للمعرفة، استطاع الغرب أن يصل إلى ما وصل إليه من تقدم في استنطاق الواقع لاكتشاف حقائق الحياة والأشياء، وهكذا رأينا كيف أن العلماء المسلمين مثل ابن سينا وابن النفيس وجابر بن حيان وغيرهم، استطاعوا في مدى طويل أن يمولوا الغرب بالعلوم التي أنتجوها والحقائق التي اكتشفوها.
لذلك هناك خصوصية في الإسلام، وهي أن الإسلام اعتبر العقل قاعدة للمسؤولية، وأساساً لسلامة الفكر، حتى إنه أراد للإيمان أن ينطلق من خلال العقل، ولم يقبل التقليد في الإيمان"size][size=16].
وإذ اعتبرت هذه الفتوى فريدة، ليس فقط في العالـم الإسلامي، بل في العالـم المسيحي أيضاً، وشكلت خرقاً للمألوف، اعتبر سماحته أن "المسألة ليست في أن تكون الفتوى خرقاً أو لا تكون، بل هل إنَّها تمثِّل الحقيقة الشرعية أو لا؟!
ونحن لا ندّعي العصمة لأنفسنا، لكنَّنا نتصوّر أنَّ هذا الأمر قابل للمناقشة، وهذا رأي وصلنا إليه بقناعتنا الاجتهادية، ومن الممكن للآخرين أن يناقشوه، كما إنَّنا لا نتعقّد في التراجع إذا ما اكتشفنا خطأ، لأنَّ المسألة ليست في ذاتية الرأي، بل في موضوعيته ومدى انسجامه مع الحقيقة.
وربَّما يكون تحريـم البابا أو غيره من المراجع الدينية، ينطلق من رؤيتهم بأنَّ الجوانب الأخلاقية التي ربَّما يكونون قد درسوها تحمل الكثير من السلبيات، وفي الواقع، إنَّني لـم أقم بدراسة تفصيلية للجانب الأخلاقي لأحكم سلباً أو إيجاباً، ولكنَّني درستُ القضية من خلال طبيعة عناصرها الموضوعية"[
أمامنا الكثير من الدراسات بعد...

وعن طبيعة المخاوف التي راودت سماحته عند دراسته لمسألة الاستنساخ، فإنه يقدم رأيه من خلال ما توصل إليه من دراسة ومن دون أن يقفل باب الحوار والنقاش حولها، وهذا ما يتمثل في قوله: "
لـم يكن عندي خوفٌ من المعارضة للرأي، لأنَّني أعتقد أنَّ على الإنسان أن يقول كلمته بغضّ النظر عن ردود الفعل، طالما هو يؤمن بأنَّ كلمته تمثِّل الحقيقة ـ على الأقل من وجهة نظري، وقد قلت إنَّني لا أدّعي العصمة لنفسي، ولكن هذا ما انتهيت إليه في أبحاثي. وإذا كانت هناك أيّة وجهة نظر أخرى، فأنا مستعد لأن أدخل في الحوار معها. فإذا اكتشفت الخطأ فإنَّ لديّ الشجاعة للتراجع عن رأيي. أمّا قضية الخوف من الأخطار المستقبلية، فإنَّني لـم أطلق الرأي بشكلٍ مطلق، وإنَّما أطلقته مع التحفّظات. ما يعني أنَّ أمامنا الكثير من الدراسات للسلبيات والإيجابيات لنتابع إعطاء الفتوى، سواء بالطريقة السلبية أو الإيجابية، فالأمر مرتبط بنتائج الدراسات"[size=16[/size].

المصادر:
(1) السفير، 28/8/ 2001، حوار زينب غصن.
(2) السفير، المرجع نفسه.
(3) الرأي العام، 2ك2 2003، بيروت، حوار مصطفى ياسين.
(4) الأخلاقيات الطبية وأخلاقيات الحياة، محاضرة في جامعة القديس يوسف، أول آذار 2002.
(5) الأخلاقيات الطبية، المرجع نفسه.
(6) السفير، المرجع السابق.
(7) الأخلاقيات الطبية، المرجع السابق.
( السفير، المرجع السابق.
(9) الحسناء، ت1، 2001، حوار وتقديم هيام بنوت.
(10) الأخلاقيات الطبية، المرجع السابق.
(11) السفير، المرجع السابق.
(12) السفير، المرجع نفسه.
(13) الرأي العام، المرجع السابق.
(14) الرأي العام، المرجع نفسه.
(15) الأخلاقيات الطبية، المرجع السابق.
(16) السفير، المرجع السابق.
(17) السفير، المرجع نفسه.
(18) الحسناء، المرجع السابق.
(19) الرأي العام، المرجع السابق.
(20) الرأي العام، المرجع نفسه.
(21) الرأي العام، المرجع نفسه.
(22) السفير، المرجع السابق.
(23) السفير، المرجع نفسه.
(24) السفير، المرجع نفسه.
(25) السفير، المرجع نفسه.
(26) الحسناء، المرجع السابق
(27) الحسناء، المرجع نفسه.
(28) الرأي العام، المرجع السابق.
(29) السفير، المرجع السابق
(30) الرأي العام، المرجع السابق.
(31) السفير، المرجع السابق.
(32) الرأي العام، المرجع السابق.
[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الاستنساخ بين إشكاليات التحليل والتحريم
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الاستنساخ
» فتوى حول الاستنساخ
» ما موقف الشرع من الاستنساخ الجيني للخلايا البشرية الذي أثير مؤخراً؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: منتدى عام :: القسم الديني الشرعي-
انتقل الى: