الرئيس عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 العمر : 30 الموقع : مشرف
بطاقة الشخصية الحقول : 2
| موضوع: الاستنساخ الأحد فبراير 21, 2010 12:01 pm | |
| الاستنساخ : مفهومه ، آثاره وَ حُكْمُه ___________________________________________
﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على رسول الله ..
تمهيد:
إنّ الله سبحانه و تعالى قد أبْدَع الكون ، و خلق الإنسان بخلاف المخلوقات الأخرى : حيث ميّزه بقدرته على الإبداع و الاختراع...
لذا ، نجد الإنسان في الحقب التاريخيّة المتعاقبة يتطوّر و ينتقل في مسيرة الحياة من مرحلة إلى أخرى...
و قد لا يكون هذا التطوّر أو التغيّر شيئا جيّدا بحدّ ذاته : رغم طبعه الطموح ، و روحه المتأملة ..و ذلك لأنّ طبيعة البشر فيها الشرّ كما أنّ فيها الخير...
و في الحقيقة : هناك تعطّش دائم في الإنسان يحثّه دائما على تقصّي الحقيقة، و الوصول إلى المعرفة ..
فالعلم دائما له منفعة عظيمة إذا استُخدم لمنفعة البشرية العامة ..وله أيضا الأثر المدمّر إذا استُخدم لأجل المقاصد الشخصيّة .
و الأمر متوقّف على إنسانيّة و أخلاقيّة المسؤول عن البحث و العمل ..و في كلّ الأحوال: الله سبحانه و تعالى ناظر لِما يحدث.
و إذا كانت الليالي في الأزمنة الماضية تلد العجائب ..فهي في زماننا أكثر ... و أسرع ولادةً لكلّ عجيب و غريب ممّا لم يخطر ببال الإنسان ، و لم يحلم به مجرّد حلم في العصور السالفة!!
و لقد قدر لنا أن نشهد الكثير من العجائب في حياتنا : ابتداءً من المذياع و التلفاز ، ثمّ الكمبيوتر و الفضائيات ..و انتهاء بالانترنت ..مرورا بالثورة البيولوجية الهائلة" ثورة الهندسة الوراثية" التي أجريت بتوسع في عالم النبات ، ثمّ بقدر ضيق في عالم الحيوان ، ثم دخلت عالم الانسان.
و لقد أصبح الكثيرون يتخوّفون من وثَبات العلم : إذا انطلق وحده بمعزل عن الإيمان و الأخلاق !
الاستنساخ : مفهومه ، آثاره وَ حُكْمُه ___________________________________________
و الحقيقة ، أنه رغم هذا التقدم العلميّ الهائل .. و وجود ما يدعو إلى التفاؤل بهذا المستوى و المستقبل العلميّ...إلا أنّ هناك جوانب تدعو إلى التشاؤم ( التخوُّف) المنذر بالكوارث المفزعة..
و هذه أعجوبة العصر( ظاهرة الاستنساخ) طلّت علينا.. عقب أنباء مولد النعجة " دولي"..الحدث المدوّي في العالم : إذْ إنها أولى الثدييات التي يتمّ نسخُها من خلية مفرَدة ناضجة..
فصار الكثيرون من المسلمين يتساءلون لمعرفة الحكم ..
و بالنسبة للاستنساخ ، بشكل عام ، فهو من اسمه : ليس تخليقا، و لا يصحّ أن يُطلق عليه ذلك.
و لا معنى لادعاء البعض مشاركته الله تعالى في خلقه! تعالى اللهُ عمّا يقولون علوّا كبيرا..
و ذكر الدكتور محمد بكر إسماعيل في كتابه ( بين السائل و الفقيه) تحت عنوان : " الاستنساخ بين الشريعة و القانون" ناقلا عن الأستاذ فهمي هويدي قوله ، المنشور في الأهرام 97 :" خطأ وصْف عمليّة استنساخ النعجة بأنها من قبيل التخليق كما قال بعضُ علمائهم ..و إنما ما يجري هو محاولة لاكتشاف بعض أسرار الخلق ..و ليس في المسألة خلق شيء من العدم"..
كتاب: ( بين السائل و الفقيه) للدكتور محمد بكر إسماعيل ط 2( 1419-1999)، ص:530-540.
بل إنّ هذا ما يؤكده الطبّ :فإنه رغم ما يشتهر بين الناس من أن الاستنساخ كلفظ و مفهوم مرتبط بخلق الكائنات أو إنشاء نسخ منها ..و لكن ، بالمصطلح الطبيّ كلمة نسخ أو استنساخ (clone) ( cloning) تعني عملية إنشاء صورة طبق الأصل من المادة المراد نسخها .
حكم الإستنساخ من الناحية الشرعية في غير الإنسان :
الإستنساخ من النّاحية العلميّة النظريّة و التطبيقيّة لا نجد له معارضا شرعيّا في أيّ نصّ من نصوص الشريعة الإسلاميّة ما دام ذلك يتعلّق بمصلحة الإنسان ذاته أو بمصلحة غيره ، و بما يحقّق المصلحة العامّة و الخاصّة لكلّ البشر ، و بما لا يغيّر من خلق الله سبحانه و تعالى في منهج سير الحياة طبقا للنواميس الطبيعيّة التي أرادها الله سبحانه لتحقيق الخير للبشرية جمعاء..
و لاستمرار الخلافة البشرية في عمارة هذا الكون إلى أن يشاء الله ؛ و ذلك لأنّ كلّ ما في هذا الكون المخلوق إنّما هو مسخّر لخدمة الإنسان.
وقد خلقه الله تعالى لهذا الغرض ، و يدلّ على ذلك قول الله تبارك و تعالى : ﴿ و سخّر لكم ما في السماوات و ما في الأرض جميعا منه ﴾ الجاثية: 13.
و آيات كثيرة تتحدث عن تسخير هذا الكون للإنسان .
و ما دام الإنسان يعمل فيما استُخلف فيه في حدود هذا الاستخلاف الشرعيّ ، و يتصرّف فيما ملك فيه في حدود هذا الإذن الذي ورد في قوله تعالى : ﴿ هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا منه ﴾ سورة البقرة : 29.
فإنّ عمله مشروع و تصرّفه صحيح بشرط أن يحافظ على الأمانة التي كُلّف بحملها .
و على ذلك ، فلا قيد على حريّة العلماء و الباحثين في مجال الهندسة الوراثية و الاستنساخ في النبات و الحيوان بما فيه مصلحة البشرية ، و بما لا يؤثر بالسلب على التوازن المنشود الذي خلقه الله تعالى ، و أراد للحياة به أن تستقيم بمنهج سليم ليحيا عليها ، و يعيش كلّ خلق الله أجمعين و برحمته و عطفه آمنين.
و في جميع الأحوال لا بدّ أن تُراعى قواعد الرأفة و الرحمة بالحيوان ، و قواعد الحكمة في هذه التجارِب لصالح البشريّة .
الاستنساخ البشريّ وأحكامه الطبيّة و العمليّة في الشريعة الإسلاميّة : د. نصر فريد..ص 8-10.
لقد خلق الله تعالى الانسان في أحسن تقويم، و كرّمه غاية التكريم ..زيّنه بالعقل ، و شرّفه بالتكليف ، و جعله خليفة في الأرض ..
علّمه ما لم يكن يعلم ، و أمره بالبحث و النظر ..
و الإسلام لا يضع قيدا على البحث العلمي ..و لكنّ الإسلام كذلك لا يترك الباب مفتوحا بدون ضوابط أمام دخول تطبيقات نتائج البحث العلمي على الساحة العامة بغير أن تمرّ على مصفاة الشريعة : فتمرّر المباح ، و تحجز الحرام.
فلا يسمح بتطبيق شيء لمجرد أنه قابل للتنفيذ : بل لا بد أن يكون علما نافعا جالبا لمصالح العباد ، دارئا لمفاسدهم ، و لا بد أن يحفظ هذا العلم كرامة الإنسان ، و مكانته و الغاية التي خلقه الله من أجلها ..فلا يُتَّخذ مجالا للتجريب ، و لا يعتدي على ذاتية الفرد و تميّزه .
حكم الاستنساخ البشريّ للإنسان من الناحية الشرعية:
و نظرا لأنّ هذا الاستنساخ من الناحية العمليّة لم يقع بعدُ ، و لم يظهر إلى حيّز الوجود ..فكان مقتضى الحال ألّا نبحث عن حكمه ؛ لأنّ الحكم عن الشيء فرع عن تصوّره كما يقول علماء المنطق، و لأنّ الحكم الشرعيّ دائما يتعلّق بأفعال المكلّفين المحسوسة .
و لربما كان يجب علينا أن ننتظر لبيان الحكم الشرعيّ أو الفقهيّ في الاستنساخ البشريّ حتى تخرج إلى حيّز الوجود و نتأكد من نجاحها في الإنسان.
و لكن : نظراً لنجاح التجربة مع الحيوان في النعجة " دولي" ،و في غيرها من القردة و الضفادع كما نُشر في بُحوث كثيرة محلّيا و عالميّا.
و لأنّ الإنسان نوع من الحيوان ، و لكنه حيوان ناطق ..فإنه لا مانع من الناحية الشرعية من التصدي لمعرفة الحكم الشرعيّ على الإنسان بطريق القياس على أحد أنواعه ....كما هو منهج أصحاب القياس من الفقهاء المسلمين ، و هم الأحناف ؛ و ذلك أنه يصحّ الحكم عندهم بناء على ذلك ،و كتبهم في الفروع الفقهيّة بها أحكام كثيرة من هذا النوع ،و بعضها ظهر له أحكام تطبيقية عمَلية في العصور اللاحقة .
و في أعقاب نجاح تجربة " دولي" يتوقع كثير من الباحثين المعاصرين إمكانية نجاح العملية مع الإنسان كما نجحت مع الحيوان ..و رغم نفي العالِم الأسكتلنديّ إمكانية إستنساخ إنسان حاليّا إلّا أنه قال : ( يمكن إدماج خليّة بشرية عادية من الجسم مع بويضة لإعطاء الجَنين )..
كما يعتقد كثير من العلماء أنّ الاسلوب العلميّ المتّبع لإنتاج " دولي" ينطبق على الإنسان تماماً؛ لأنه من الحيوانات الثدييّة : حيث يمكن أن تؤخذ خلية جسدية من إنسان ، و تُعزل نواتها التي تحمل المعلومات الوراثية ، ثمّ تُزرع تلك النواة في بويضة امرأة سُحبت نواتها حيث توضع الخلية الجديدة في الأوساط المخبرية ، و تعرّض لتيار كهربائي حيث يتمّ الاندماج و التناسق المطلوب ..بعدها تؤخذ البويضة الجينيّة الجديدة ، و تُزرع في رحم امرأة أخرى تحضن الجَنين الذي يولد صورة طبق الأصل عن الإنسان المأخوذة منه الخلية .. و هذا الأمر يبدو سهلاً عند الإنسان.
الاستنساخ البشريّ وأحكامه الطبيّة و العمليّة في الشريعة الإسلاميّة : د. نصر فريد..ص :10-13. ( نقلا عن " أضواء على استنساخ النعجة دولي " بحث الأستاذ المهندس د. رأفت منيب – أستاذ في أكاديميّة نيويورك للعلوم-).
ماهو الاستنساخ ? مقدمة- يتكون جسم الكائن الحي من مليارات الخلايا, ومع ان هذه الخلايا تختلف بالخصائص وتبعا لذلك بالوظيفة, فانها تمتلك نفس الثروة الوراثية . اي انه على الرغم من كون الخلية العصبية بالانسان تختلف جذريا عن خلية الجلد فانهما تمتلكان نفس الثروة الورثية , ولكنه وبسبب تفعيل جينات محددة وتكميم افواه جينات اخرى تختلف مزايا الخلايا.
كيف يستنسخ اذا حمار بني مثلا? - ناخذ ثروة وراثية من حمار بني (نحصل عليها من اي خلية من الحمار ولنقل اننا اخذنا شعرة بنية منه) - نفرغ بويضة عادية من ثروتها الوراثية - ونضع الثروة الوراثية المستخلصة من شعرة الحمار بيئة مغذية .
ادخال الثروة الوراثية للشعرة للبويضة
وبعد ان تنموقليلا نزرعها برحم اتان بيضة الى ان تنمو لحمار بني له نفس خصائص الحمار صاحب الشعرة ولا تتاثر صفاته من الحمار صاحب البويضة و لا من الحمارة البيضة , وبطلع عنا حمار بني مثل ابوه لا يطالع
وهكذا نرى ان القصة هي تلاعب بالثروة الوراثية الموجودة اصلا وليس خلق اي شيء باي حال
والمشاكل المرتبطة بالاستنساخ هي: ضعف الكائن المستنسخ لانه اذا كان خلل عند النعجة الاصل فلن تعدل ثروة الزوج هذاالخلل ( مثل منتدى به راي واحد ما احدبكشف الغلط ) -يمكن صناعة الى ما لا نهاية من نفس الشخص (يمكن استنساخ شاب قوي ل 30 مليون للمحاربة بالجيش) وهذا يحول الانسان لمجرد سلعة او رقم لا ميزة له
- وكذلك تهدم العائلة لانه يستطيع كل واحد ان يزرع ابناءا شبيهين له من غير الحاجة لزوج او زوجة - وطبعا الفقهاء رح يتغلبوا عند تقسيم الميراث , لان المستنسخ لا هو ابن عادي ولا هو نفس الاب صاحب الشعرة
هل يشكّل الاستنساخ تحديا جديدا للبشرية : يحمل في طيّاته مخاطر أخلاقية و اجتماعية و حقوقية استدعت كلّ هذا الجدل الذي يشهده العالم اليوم؟
و عملية الاستنساخ تبدأ أساساً بأخذ خلية جسمية لا جنسية من المراد استنساخه سواء كان ذكراً أو أنثى ..يتمّ انتزاع نواتها المشتملة بالطبع على 46 كروموسوما ، و توضع في بويضة أنثوية بعد تفريغها من نواتها الخاصة بها ، و التي كانت تحتوي 23 كروموسوماً ..و ذلك في محيط غذائيّ خارج الرحم – في المختبر- ، و بالتالي يصبح لدينا نواة خلية إنسان ( ذكر أو أنثى) تحمل جميع صفاته الوراثية بعيْنها( و معلومٌ انّ النّواة هي مخزن المعلومات الوراثيّة ، و مركز توجيه صنع البروتينات في الجسم )
رحلة الإيمان في جسم الإنسان : د. محمّد أحمد حامد محمّد . دار القلم – دمشق ، دار البشير – جدّة . ص21، ط 3، 1423-2002 و محيطها الغذائي " السيتوبلازم" من بويضة الأنثى.
و بما أن السائل السيتوبلازمي هو الذي يحدد مسار انقسام النواة ..فسوف تبدأ النواة الضيقة بعد التحفيز بشحنات كهربائية بالانقسام في اتجاه تكوين الجنين فتصبح في حكم البويضة المخصبة ، ثم يُعاد حقن هذه البويضة المنقسمة في رحم الأنثى حتى يُستكمل هناك جَنينا تماما يكون نسخة طبق الأصل من الإنسان صاحب النواة ، و يحمل جميع صفاته الوراثية.
هذه الخطوط العريضة لعملية الاستنساخ ، و التي تجاوز الحدود الشرعية التي وضعتها الأديان السماوية التي تحكم العلاقة بين الرجل و المرأة ، و سبل التكاثر الشرعية عن طريق الزواج الذي أقرّته جميع الأديان بل حتى القوانين الوضعيّة غير المستندة إلى الأحكام الالهيّة. و إذا قدّر للاستنساخ البشري أن يظهر للوجود ، و هو أمر محتمل ..فإنّ ذلك سيترافق مع مشاكل عديدة نفسية ، و إنسانية و اجتماعية.
فلن يكون هناك مفهوم الفرد بذاته ، و تختلّ المواريث ، و يتزلزل كيان الأسرة ..و قد يُلجأ إلى طرق إجرامية كاستنساخ شخص بدون إذنه ، أو بيع أجنّة مستنسَخة، أو الحصول على نسخ متماثلة من أشد المجرمين وحشيّة ، أو اختيار سلالة متميزة تُعتبر هي الجنس الأرقى و سلالة أخرى من العبيد ...و هكذا.
ردود الفعل العالمية تجاه الاستنساخ
لقد بدأ الجدل حول الاستنساخ في العام2001عندما اقترحت فرنسا و ألمانيا عقد معاهدة التحريم الاستنساخ التناسلي ، و قد لقيت هذه الفكرة تأييداً شبه كامل من البلدان ، إلا أن عدة حكومات تتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية حاولت إضافة فقرة تدعو إلى منع الاستنساخ العلاجي أيضاً
فما إن تم بلوغ " دولي " شهرها السابع و انتشرت صورها في أرجاء العالم حتى أصدر البرلمان النرويجي قراراً يمنع منعاً باتا إجراء التجارب أو القيام باستنساخ الانسان .
ودعا رئيس الجمهورية الفرنسية في نفس اليوم المجلس الاستشاري القومي للأخلاق إلى دراسة القانون الفرنسي ليطمئن على سلامته من وجود ثغرات يمكن للباحثين الفرنسيين أن يقوموا في يوم من الأيام بالاستنساخ البشري .
و تباينت الآراء من الاستنساخ البشري إلى ثلاثة مواقف :
الأول يشجعه ، وهو موقف المتخصصين في علاج العقم . و الثاني يعارضه ، وهو الموقف الذي اتخذته حكومات انجلترا و ألمانيا و فرنسا . و الثالث يرى عدم التسرع في الرفض أو القبول ، بل تحديد فترة مؤقتة توقف فيها الأبحاث حتى تستكمل دراسة النواحي الاجتماعية و الأخلاقية للاستنساخ . و بعدها يقرر توقيفه أو استئنافه. وهو موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي دعت إلى إيقاف تمويل الأبحاث المستخدمة في الاستنساخ البشري لمدة 5 سنوات .
من جهته ، فقد أصدر مجمع البحوث التابع للأزهر الشريف يوم السبت 28-12-2002 فتوى نصّها أنّ الاستنساخ للإنسان حرام :و يجب التصدي له و منعه بكلّ الوسائل ..و أكّد أنه يعرّض الإنسان الذي كرّمه الله لأنْ يكون مجالا للعبث .
| |
|