الرئيس عضو نشيط
تاريخ التسجيل : 16/08/2009 العمر : 30 الموقع : مشرف
بطاقة الشخصية الحقول : 2
| موضوع: طريق الخرفان ومأساة الغاز الأحد مايو 16, 2010 12:14 pm | |
| [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]النفط زفت والقطران قطران ***** فى المدينة لايحيا بدون غاز إنسان ألقاها شاعر بمناسبة العيد
حدث ذلك قبل الوقفة حيث اكتشفنا أن قارورتي الغاز بمطبخنا أضربتا عن العمل لنفاد الغاز وكان ذلك حوالي الساعة الخامسة مساءً وحتى الاحتياطي الصغير قد نفد ((والمصائب لا تأتي فرادى)) أخذت ابنتي وامتطينا المركوب وكان هناك أخ شقيق من طوارق النيجر جالساً على الرصيف فأنزل القنينتين الفارغتين وكنت عادة ماأذهب إلى محطة البنزين(( خلة الفرجان ))
والتي يوجد بها مستودع كبير وبعد كيلومترين من الزحف في طابور من السيارات بدأت الطريق تنسَد بوجود سوق خرفان العيد وأصبحت السيارات على اليمين واليسار في ستة صفوف مثل الطريق المرتفعة فى أمريكا ولكن هذه على التراب ولم يكن من إمكانية للتراجع أو الالتفات فأخذنا من صبر سيدنا أيوب مثلاً " مجبر أخاك لابطل " وأخذ بعض المستعجلين يخرجون على الطرقات حتى تصدمهم الأسوار وبدأت زرائب الخرفان تلوح ويضيق صدري والطريق حتى لاتمر إلا سيارة واحدة .. وكان المشترون عابسى الوجوه " لارتفاع الأسعار " وشعورهم رمادية تارة وبيضاء تارة أخرى حتى الذين لم يبلغوا الأربعين .. ومر شيخ عجوز يجر خلفه ذكر ماعز عجوز هو الآخر ولكن شعره أسود وتساءلت لماذا لاتشيب المعز؟!! هل لأن عمرها أقصر من عمرنا ولماذا لايحدث ذلك في سنوات الجفاف وعندما يرفع الدعم على علفة الحيوانات ؟؟ ولكن الماعز في الحقيقة حيوان نشهد له بالقناعة وهو يأكل أي شي أمامه حتى جذوع الأشجار اليابسة ويقف على رجليه الخلفيتين ويلتقط الأوراق ويأكل أغلب قمامة الشوارع حتى سمي في قديم الزمان ((ماعز البلدية))
[b]لأنه يقوم بتنظيف الشوارع !! ولكن يلقي مصيره عند أكل أكياس ((النايلون)) وتنسد أمعاه فيتوفاه الأجل المشؤوم !! وصلنا أيها السادة بعد ساعة إلى المحطة و يالهول المصيبة فوجدت أكثر من خمسين مواطناً يقفون في طابور كل جانب قارورة غازه في المستودع المقفول وقيل إن الشاحنة قد تصل وقد لاتصل !! قررنا التقدم في الطريق قصر بن غشير للذهاب إلى مستودع الهضبة الخضراء ولكن طريق الخرفان لازال أمامنا ولكن أقصر من خطر الرجوع في نفس الطريق !! وقلت لشقيقي الطارقي لو أن طريق الصحراء إلى النيجر قد عبدت لكنا وصلنا إلى النيجر فضحك وقال إذا وصلت هناك سأذهب لأهلي ولن أرجع معك فتذكرت ثقل قارورات الغاز المملؤة وقلت إذاً لن اذهب إلى هناك ؟
[b]ولقد وصلنا إلى المستودع المستهدف ووجدنا الباب نصف مقفول ولا توجد زحمة !! فتوقعت الأسوأ فقال الزول السوداني اليوم لم تأت الشاحنة لأنه عطلة !! فزعلت كثيراً من قرار اللجنة الشعبية العامة إياه والذي لا يعلم كما يبدو أن الخدمات العامة ستتوقف !! والعيد قادم والناس بلا غاز في بلد مليئ بالنفط والغاز !! وتساءلت لماذا يعمل الشرطة والمستشفيات والمطافي جدولاً للعمل أثناء العطلات ولا تعمل الشركات الثلاث في توزيع النفط والغاز !! جدولًا كذلك !! وكل رأس يجب أن يكون عليه حكمه إلا رأس الغاز فهو لايعمل دون غاز!!
[b]ملئنا الغاز (البيبي) الصغير وقفلنا عائدين لشراء شوالين من الفحم الذي توفر بكميات كثيرة قابلة للتصدير ولكني خشيت أن تشتعل النار في العمارة والتي لا يوجد بها مخارج للطواري ستنقرض أسرتي والجيران فتركت الفكرة دون خفي حنين وكان العشاء قد أذن منذ زمن فصليته قضاء واستكنا للقدر !! وفي اليوم التالي حاولنا في المستودعات الخاصه ولكنها كانت كلها مقفله في عين زارة والحي الجامعي وأثناء البحث قلت لابنتي قفي جنب المستودع وقولي ((لله غاز يامحسنين )) وبيدها عشرة دنانير ووقفت جنبي سيارة نقل بها خمسة قارورات غاز فهجمت عليها وقلت إما أن تبيعني إحداها وإما أن أقتلك !! فضحك قائلاً إنها فارغة وخذ ماتشاء أنا الآخر أبحث عن الغاز !! ورجعت هذه المرة ومعي أخ من مالي وأرجعته إلى رصيفه شاكراً !!
[b]وتلاطمت الأفكار في جمجمتي وكانت في الحقيقه أثناء دراستي الثانوية ممتازاً في الفيزياء و الكيمياء والهندسة وكنت قد كتبت في استمارة الامتحان : الطب ثم هندسة النفط ولكن اختاروني من ضمن أربعة عشر الأوائل لدراسة الطب وكان ذلك خطاء ولو ذهبت إلى الهندسة البيترولية لكنت مديراً لأحد الشركات أو أملك محطة توزيع على الأقل ولماحدثت لي هذه المأساة !! وخطر ببالي كمبدع للاختراعات ماذا لو كنت أجيد الغطس؟ وذهبت مع رفاقي إلي وأخدنا أنبوباً من حقل البوري حيث يذهب غازنا إلى إيطاليا وربطنا منطقه الهضبة وأبي سليم وغوط الشعال بالغاز ومازاد أعطيناه لحي الأندلس وشارع بن عاشور وحي دمشق وأوصلناه حتى لمزارع المسؤولين الكبار والقطط السمان !!
[b]فنحن نريد الغاز للجميع ولكن الفكره الأخرى الأكثر جدوي والتى خطرت ببالي هي أنه يوجد قرب عماراتنا جبل القمامة الشهير المملؤ بغاز الميثان القابل للاشتعال دون رائحة والذي يستعمله الآن الملايين في الهند وإفريقيا !! فماهي إلا إحضار أنبوب حفر للوصول إلى وسط الجبل وجر الأنبوب إلى القرية القريبة !! لأن ذلك لابد أنه في حاجة إلى عدة موافقات منها المرافق والبيئة والسلامة وغيرها !! فعدلت عن الفكرة وسهرت الليل في تكملة قراءة الكتاب الأخير لأحلام مستغانمي الذي أحضره لي صديق دبلوماسي قارئ!! ومتقاعد وعنوانه ((نسيان دوت كوم)) وتمنيت لو كانت أحلام معي في هذي الرحلة الشيقة إذاً لعلمتني ونصحتني كيف كنت أنسي ((الغاز)).
[b] استلفت من أقاربي غازاً وكلفت ابن أختي القادم من إجازته من الخارج بالبحث عن أخرى ومما زادا استغرابي أنه لم يجدها إلا بعد أسبوع من مرور العيد واحضرها لي في الطابق الرابع لاهثاً وقلت هذه رياضة لتقوية العضلات والتي نمارسها هنا وإذا حدث لك انزلاق غضروفي في ظهرك سأحضرك إلى مستشفى السبيعة وسيجري لك الاختصاصيون الأجانب أحسن عملية لظهرك ومجاناً !! كتعويض لنا على وأد مركز الصرع وإعطائي نصف مرتباتي!!
[b] [b]والي قصة عجيبة أخري أعزائي القراء في الحلقة القادمة إن شاء الله[/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b] | |
|