عاطف واحد من الناس
تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 الموقع : http://moussiac.blogspot.com
بطاقة الشخصية الحقول : 2
| موضوع: اختلط في هذا العالم الغث بالسمين و الحقيقة بالوهم الخميس مايو 13, 2010 4:44 pm | |
| اختلط في هذا العالم الغث بالسمين و الحقيقة بالوهم ، فصار من الصعب على الأنسان ان يصل إلى الحق اعتماداً على البيئة التي حوله فلا تعرف اين الحق و اين الباطل و كم نسبة الحق في كذا و كم نسبة الباطل فيه نفسه ...
إلا ان الانسان مكلف بالبحث و هذه قصتي مختصرة ، رغم ضعف قدرتي الانشائية ...
قبل حوالي تسع سنين كنت ما ازال نائماً مفترشاً لطفولة هادئة ناعمة بعيدة عن كل اشكال القهر و المذلة - كما كنت احسب - ملتحفاً لاحلام وردية تطير بي حتى اصل عنان السماء فاحلم احياناً ان اكون بطلاً هماماً يقتل ذلك الغول الذي نسمع عنه في الأخبار المسمى اسرائيل ... صحيح اني كنت اقطن احدى قرى الضفة الغربية إلا اني لم اكن اعيش تلك الاجواء المشحونة و صحيحاً اني كنت اسمع باخبار المواجهات من الجيران و احياناً افتقد بعض الاشخاص من الجيران إلا انني لم اكن اعير هذا كله ذلك الاهتمام فعائلتي كانت محبة للسلام ..... و خصوصاً ابي ... و ما أدراك مَن ابي ذلك الرجل الذي كنت ارى فيه الرجل الاذكى في العالم - و لازلت اظنه صاحب عقل كبير ولكنه ... - كنت ارى فيه ذلك الجني الذي يفرك علاء الدين مصباحه ليقول له لبيك يا علاء إلا انه كان يقول لي لبيك يا بني غالباً و لا يتطرق إلى لفظ علاء ابداً و مع ذلك فكنت اراه كالدرع الواقي الذي سيقيني شرور الغول المزعوم اسرائيل الذي اسمع عن عظمته و قوته من الجميع ...
و ذات يوم حدث امر غير حياتي مائة و ثمانين درجة ان صح التعبير كنت اشاهد الرائي - التلفاز - كنت اشاهد قناة الجزيرة التي اعتاد ابي مشاهدتها فاذا بي اقرأ America under attack يا الله و ارتعد قلبي اليس هذا هو السادن الذي يحرس وكر الغول اليس هو يد الغول الطولى التي يبطش بها اينما شاء كما ذكر لي بعض اساتذتي من هذا الذي تجرأ و هاجمه و اذا بي انظر إلى الطائرة الثانية و هي تصطدم بالبرج الثاني فمنذ صغري و انا أعلم ان هذا العملاق لا يقدر عليه إلا الله افهذه قدرة الله ..............!؟ و هل تأتي على شكل طائرات ..!!
لم اكن متديناً و كذلك عائلتي ، قد سمعت مرة من ابي ان جدي كان حافظاً للمصحف الشريف لكني فعلاً لم اكن اعرف لماذا قد اقرأ هذا الكتاب (( المسمى بالمصحف )) فضلاً عن حفظه ، سمعت انه كلام الله لكن لم اعتقد اني احتاجه لأن ابي لا يستعمله إلا لتحفيظي سورة او بعض الآيات من مقرري الدراسي فأبي كان يسمي نفسه علمانياً لم تعجبني هذه الكلمة مع اني لم اكن قد تجاوزت الثانية عشر من عمري اعتبرتها كلمة غبية ولا اعرف حقاً لماذا ... تذكرت في هذه اللحظات كل هذا و أكثر ما تذكرت ذلك الجو الذي تضعنا فيه امي قبيل آذان المغرب في رمضان كان محبباً إلي و كنت استمتع و أنا انتظار الآذان و اسمعه ينادي الله أكبر الله أكبر حتى يصل إلى حي على الفلاح فأذكر اني كنت احياناً انتظر الى ان اسمع هذه الكلمات و لا ادري لماذا ، ربما هي ...
ليس موضوعنا ، المهم تذكرت هذا كله و انا اشاهد اصطدام الطائرة الثالثة عندها كنت اكيداً ان هناك ما لا اعرفه في هذه الدنيا ...
و بدأت ابحث ... لكني كنت موضوعاً في طوق امني فرضه علي ابي ، كان يخبرني ان حركة الجهاد الاسلامي تجند الأطفال للعمليات الاستشهادية ... لم افهم هذا تماماً إلا اني اعتقدت انه امر سيء فبت اتخوف من المتدينين مع حظوتي بالقليل من الخلوة للتفكير بين المدة و الأخرى .. مرت بي الأيام و تعرفت على رفاق السوء و اخذت تتلاطمني الأهواء إلا اني كنت اقف عند الاذان رغم ما كنت فيه من ضلال حاولت مرة ان اتعلم الصلاة فاخذت اخي الأكبر و ذهبت معه خلسة إلى المسجد طلبت من الشيخ ان يعلمني الصلاة فقال لي : افعل كما نفعل و اقرأ سورة الفاتحة في كل حركة .. لم تعجبني الفكرة فانا لم آتي لأقلد الشيخ و لا المصلين فعندما انتهينا من الصلاة عدت إلى البيت ذلك الحصن الآمن في نظري حتى الآن و لم افكر بالرجوع لأقلد رجلا ليست له تلك القيمة المعنوية في نظري .
مرت السنة تلو السنة حتى وصلنا إلى العام 2005 أنا الآن واع استطيع ان امارس التفكير المستقل - هكذا علمني ابي - و لا زلت اجد نفس الحيرة حين اسمع صوت المؤذن فما هو هذا الأحساس و كأنني لا انتمي إلى هذا البيت الذي اعيش فيه ؛ بل و كأني لا انتمي إلى الارض التي سمعت قصص عمومتي التي قضت دفاعاً عنها و حتى ابي الذي لم يسلم من سنين طوال خلف القضبان .. فيا حيرتي أين انا و اذكر اني كنت اتمنى البكاء فلا استطيعه فاحس بضغط كبير على قلبي و عقلي فلماذا انا هنا بل و من انا و ما اتفه ان اعيش لاتزوج و اربي اولادي و اموت لمجرد الحياة فما فائدة هذا كله ...؟
و اتخيل حالي كالطريدة وقعت في حفرة حفرت لها فهي عالقة و لا مخرج لها فأين تذهب ...!
لكن هناك مخرج ... كنت انظر إلى الناس تخرج من المساجد وجوهها مشرقة و وجهي قاتم لماذا .. كنت اراهم في غاية السعادة و البساطة فاين انا من ذلك كله ... هل الحل هو هذا المسجد ... كنت دائم الأختلاط بالطبقة (المثقفة) من المجتمع اناس حركيون و سياسيون (نخب) كنت اسمع الكلام و اتعلم حتى اني كنت مستعداً لاناقش اياً منهم لساعات في السياسة ، لكني لم اشعر ابداً بتلك المسحة السحرية التي رأيتها في وجه ذلك الكهل الواهن العظم في وجوه اي من هؤلاء (المثقفين و النخب ) ...
كان ذلك الكهل يخرج من المسجد و كأنه جزء من عالم آخر اراه متفكك الجسم مرتخي العضلات بل و اسمع لمفاصله صريراً حين يمر بجانبي و مع ذلك فانه يأتي إلى المسجد زاحفاً و لا يقضي وقته في التقرب من النساء او شرب الخمور كما كانت طبقة ( المثقفين ) مرة الأيام و انا على حالي فصرت نداً لابي في السياسة اناقشه و اناظره لساعات طوال لكن حتى انا لا اصل مع هذه السياسة لنقطة مقنعة كله كلام فاين الحلقة المفقودة ...
بعد ان اصطدمت تلك الطائرة الثالثة في البرج سمعت اسماء غريبة كل منها يعني لي الآن شيء ..
لكن لماذا قد يقدم 17 شخص على تفجير انفسهم في ابراج حتى و ان كانت طوالا ...؟
سؤال غريب .......!!
و اخيراً حصل ما كنت انتظره في قرارة نفسي ، جاءني ذلك الشخص ...
سألني لماذا تسير وحدك ...
سؤال حيرني لسنين طويلة ... لكن مع من سأسير و لم قد اسير معهم ...!!
هذا سؤال صعب علي على الأقل فالناس لا تفكر كما افكر اي اقصد بطريقتي ... لكن ساسايره لاني انتظرته دهراً ..
لا اعرف ...
حسناً ما رأيك ان تأتي لتصلي معنا اليوم .....؟
لكني لا اعرف كيف اصلي ...
اعلمك ...
و كانت تلك بداية ..
سلمت نفسي لذلك الشاب و كنت بين يديه كالميت بين يدي مكفنه و اسلمت عقلي له يقلبه اينما شاء ... كنت مغروراً بعقلي و نفسي و علمني ابي ان اذا شرح لك احدهم امراً ثم اراد شرحه مرة اخرى فقاتله فانه يستغبيك فكنت افخر بعقلي و اسخر من اقراني من الطلاب و اذكر اني استنتجت بعض القواعد العلمية عقلياً مما جعل بعض اساتذتي يعجبون بي ... مع هذا كله اسلمت عقلي ( لمنقذي ) فاذهب بي اينما شئت يا منقذاً انتظرته طويلاً ... فكم تمنيت ان يدعون احدهم للصلاة و لا اضطر لأقول لا اعرف او لا ادري ( فأهين عقلي و نفسي ) ...
بدأت مسيرتي مع مالكي الجديد بعد ان كان العقل يملكني فبدأ يحركني و يدلني على سبل الهدى علمت الصلاة و القيام و صيام النوفل و غيره ... إلا انه كان يعلمني ايضاً السياسة باسلوبه الخاص .
اندمجت معه مبدئياً مع ان في نفسي شيء من هذا كله فرغم ان كلامه كان ساحراً إلا انه يملي علي اموراً لا اقتنع بها رغم ذلك تمسكت بمنقذي ... كان لي اصدقاء أُخَر متدينون لكن من نوع آخر كانوا يحدثوننا عن (اساطير ) منها ما هو في العراق المحتل من سنتين و منها ما هو في افغانستان كنت أرخي لهم الآذان احياناً لكن منقذي لا يعيرهم اهتماماً ابداً ... بدأت الانخراط في العمل السياسي لكن هذه المرة ( بعلامة اسلامية ) و بدأنا احياناً بنشر الملصقات على الجدران و احياناً بالكتابة و الرسم اعمال غبية فما فائدة كتابة كلمة تنظيمي كذا سوف يفعل كذا على الجدار ......؟ هل لاعلم الناس اني موجود افهذه هي طريقتي لاثبات نفسي، لم تعجبني الفكرة ايضاً .......!!
مرت الأيام و وجدت مواقف سلبية تجاهي من بعض المسؤولين في ذاك التنظيم كيف ولا و ابي هو من هو ... فكنت انهك نفسي خدمة ( لديني ) إلا اني اكتشف انهم يتوجسون مني خيفة و الذي اخبرني بهذه الحقيقة هو منقذي الحبيب نفسه جزاه الله عني كل خير .
فقررت ان ارجع لتشغيل عقلي ..
فكيف اسلم عقلي لغيري ...؟ سؤال وقعت فيه مرة و لن ارجع إلى ذلك مرة اخرى ...
صرت استمع لكل الأطراف ...
حتى و إن كان منهجه ربانياً فان المطبق بشري فتستوي العقول في ذلك ؛ إلا في زيادة علم او معرفة قُدم صاحبها لذلك هذا ما املاه لي عقلي على الاقل ، و بحثت ...
فوجدت أخيراً ما ابحث عنه ... منذ ان ذهبت للمسجد أول مرة سمعت ان الاسلام عقائد و تشريعات ، قيم و اخلاق سمعت انه المنهج الرباني لكن لم اعرف كيف يكون هذا و كيف يكون كاملاً اذ ان العمل السياسي في ظل الاحتلال لطالما كان في نظري كلامة نظري تافها و لا شك ان صفته النقص و ليست الكمال ...
فكيف تريد ان تلبس الناقص بالكامل و الكامل بالناقص فترقع هذا بهذا ... لا اعرف لكني لا اقنع بهذا .
فرجعت لأستمع لتلك الأساطير ...
لعلي اجد فيها ضالتي ...
فاذا بها حقائق ...
رأيت ابا مصعب الزرقاوي رحمه الله تعالى على التلفاز كلام متوازن شموخ عقل نير هذا الرجل يستحق أن يعتبر طرفاً لوحده فكيف اذا عرفنا ان خلفه رجالاً و فيهم من هو فوقه ( تنظيمياً ) -عذراً لكن كل حياتي تنظيمات - كنت قد استمعت لليساريين و درست فكرهم عند شبابهم و رجالهم و كذلك العلمانيين و الليبراليين و اخيراً الأسلاميين السياسيين فوجدت اصدقهم و اكرمهم قصداً الأسلاميين لكني لم اجد فيهم تلك الصورة التي ابحث عنها و التي قراتها في الكتب بل و سمعت بها منهم انفسه ...
فماذا لو انهم لم يكونوا يمثلون الاسلام بشكل كامل ... اذا فالنقص فيهم و ليس في الاسلام فأين ذلك النموذج الأقرب ... بدأت اقرأ و اتعلم .
ذهبت إلى الاصحاب و الاخوان و بدأت اتابع كلمات هذا القائد الساحر الزرقاوي ... و اسامة بن لادن و الظواهري و غيرهم من اصحاب فكر اهل السنة ... و بدأت اتفقه في ديني درسة عقيدتي و شريعتي ...
اخيراً حلت العقدة التي اربكتني لسنوات فعرفت من انا و لماذا انا و اين ...
عرفت ان قوة الله فعلاً قد تأتي بالطائرات و قد تأتي بغير طائرات .. عرفت لماذا اكره تلك الكلمة -العلمانية- بل عرفت اكثر من ذلك بكثير ...
و مرت الأيام و استشهد الزرقاوي و جاءت الابتلاءات لكن الحمد لله قد سلكت طريقاً
اعرف الآن مع من سأسير ....
و ها انا ذا بعد سنوات انتظر قدري ان شاء الله ...
- منقول -
مع ان في هذه القصة بعض الفجوات حسب ظني إلا اني وجدتها جديرة بالنقل
اخوكم الناقل | |
|