عاطف واحد من الناس
تاريخ التسجيل : 03/08/2009 العمر : 39 الموقع : http://moussiac.blogspot.com
بطاقة الشخصية الحقول : 2
| موضوع: مالذي يجعلني أتصرف على هذا النحو أو ذاك؟ الأربعاء أبريل 21, 2010 7:11 am | |
| تساءل الإنسان منذ أقدم العصور المعروفة ,عن الطبيعة الإنسانية وقد طرح الإنسان ومازال يطرح أسئلة كالتالية : مالذي يجعلني أتصرف على هذا النحو أو ذاك؟ ما معنى الأحلام ؟ لماذا يختلف بعض الأفراد عن البعض الآخر المنجمون القدامى كانوا يستطلعون السماء بحثا" عن إجابات .فموقع النجوم في برهة الولادة فيما كانوا يرون ,يحدد طبع الوليد , القدامى كانوا يعتمدون مظهر الفرد الخارجي ,وأهميته للتنبؤ بطبعه وكان هناك من يربط تشابه المظهر بين الأشخاص والحيوانات بتشابه في الخصائص السيكولوجية فمن شابه ثعلبا" كان ماكرا" ومن شابه ذئبا وبعض " كان أقرب إلى أن يكون مفترسا" ضاريا" ..وهكذا وكان التنجيم واستطلاع الهيئة طريقتين من طرق عديدة استخدمها الناس في محاولاتهم لتفسير السلوك الإنساني . وعبر السنين كانت إجابات الحس العام عن المسائل اليومية للعلاقات الإنسانية تنتقل من جيل إلى آخر على صورة أمثال وحكايات وحكم شعبية : مثل قولهم : الطبع يغلب التطبع من شابه أباه فما ظلم بعيد عن العين بعيد عن الخاطر وقد تأمل كبار المفكرين في الطبيعة الإنسانية كبار الفلاسفة اليونان انتهوا إلى الاقتناع بأن في الإنسان جانبا" غير الذي تلمحه العين وتدركه الحواس الأخرى وهذا الجانب غير مرئي مسؤول عن بعض الظواهر المحيرة كالأحلام والشهوات والاندفاعات والحسم والتردد في القرارات وما شابه وأطلقوا على هذا الجانب من الخبرة والسلوك أسم النفس أو الروح والفلاسفة العرب لم يجلعوا هذه النفس بعيدة عن المضمون الديني كما فعل اليونان
بل حاولوا فهم المشكلات السلوكية بطريقة علمية بحتة
غير مكتفين بالتعرف على طبيعة هذه النفس عن طريق الملاحظة والوصف
من مخطوطاتهم الكثيرة في هذا
كتاب في الملاخوليا \لأحمد بن أبي الأشعث\
مقال في مرض المرقية (توهم المرض ) \لسعيد بن أبي بشر\
مقال في فقدان الذكر \لأبي جعفر الجزار \
الراسالة الشافية في أدوية النسيان\ لإسحق بن حنين\
من اختلاف الناس في أخلاقهم وسيرهم وشهواتهم واختيارهم \لقسطة بن لوقا\
كتاب سياسة البدن وفضيلة الشرب ومنافعه ومضاره وما يتولى للمكثر منه وينفع للمقل منه \ لمحمد رستم الطيب\
وذلك بالإضافة لكتابات ابن سينا المشهورة
وتقابل عصور ازدهار الفكر العربي القرون الوسطى في أوروبا التي لم يكن فيها نوع من أنواع التأمل العلمي في طبيعة النفس البشرية
وكان يجب انتظار ديكارت في القرن السابع عشر ليقول:
الجسد آلة تتحرك وفق طرائق يمكن التنبؤ بها إذا عرفنا مدخلاتها وما يمكن التنبؤ به خاضع للبحث !
وصف جيرمي بنتام (1748-1832)
الكائنات الإنسانية بوصفها كائنات عقلانية تصنع قراراتها وخياراتها بتوجيه من مصالحها !
وألح غوستاف لوبون (1841-1931)
على لا عقلانية الجماهير واندفاعها !
ورأى توماس هوبز (1588-1679)
الإنسان كائنا" أنانيا"! وعدوانيا" يحتاج إلى حكومة قوية لضبط اندفاعاته .
أما روسو (1712- 1778)
,فقد رأى في قيود المدنية قوة هدامة لنبل الكائن الإنساني الطبيعي ,المتوحش النبيل
ولكن منذ القدم والفلاسفة يهتمون بتربية الإنسان وجعله يتصرف وفق طبيعته الخيرة فقد رآها أغلب المربون ...خيرة
فكونفوشوس
قديما" قال : الطبيعة هي ما منحتنا إياه الآلهة والسير بمقتضى شروط الطبيعة هو السير في صراط الواجب وإدارة هذا الصراط وتنظيمه هو القصد من التربية والتعليم
وأفلاطون
رأى أن التربية هي ما يضفي على الجسم والنفس كل كمال مكن لهما
أبو حامد الغزالي :
إن صناعة العلم هي أشرف الصناعات التي يستطيع الإنسان أن يحترمها وأن أهم أغراض التربي هي الفضيلة والتقرب إلى الله
وفي العصور الحديثة أصبحت القضية الأساسية التي تحرك أنظمة التربية الحديثة للتعامل مع الطبيعة البشرية
هي قضية بناء الإنسان (صناعة الإنسان) وتنميته بما يتلاءم مع حتمية التغيير الاجتماعي المستمر
ساطع الحصري
إن التربية هي أن ننشئ الفرد قوي البدن , حسن الخلق ,صحيح التفكير, محبا" لوطنه, معتزا" بقوميته ,مدركا" واجباته , مزودا" بالمعلومات التي يحتاج لها في حياته
| |
|